ليس كل ما يبدو ذهبيا حقا. المظاهر الفاخرة غالبا ما تكون فارغة. نرتاح بالفوز بالشيء الزائل دون جهد.
نريد الوصول إلى القيمة الحقيقية بدلا من التماهي بالسطح. هذا هو الفوز الحقيقي، طويل الأمد.
حكاية اليوم من التراث العربي الجميل. هذه الحكاية من العبر التي أعجبتني. سأقصها لكم كما هي.
هذه الحلقة برعاية إخوتي وأصدقائي في قناة TGR Plus. هي قناة عربية بامتياز على يوتيوب. تنقل الأخبار والمواضيع بطريقة جميلة.
ننصحكم بالاشتراك في قناة الشباب العرب. رابط القناة في وصف هذا الفيديو. دعونا نستمتع بالمواضيع المفيدة.
يحكى عن شيخ قديم لديه أربعة أبناء. أمر أحد خدمه بإحضار أربعة صناديق. ثم وضع بداخلها أشياء ثم كتب على كل منها اسم واحد من أبنائه.
جمعهم وقال: "يا أبنائي، الدنيا فانية زائلة". قسمت بينكم قسمة عادلة. فلتفتحوا الصندوق إذا أتاني الموت.
فلتعرفوا على ما قسمت لكم. إن اختلفتم، رجعوا إلى الحاكم الفلاني. اسأل الله لكم الهداية والسداد.
بعد أيام، توفي الشيخ. اجتمع الأبناء الأربعة. كبيرهم قال: "هيا بنا نفتح الصناديق المغلقة."
فكل منا يرضى بقسمه. فلما اجتمعوا، وجد أكبرهم في الصندوق السيف. وجد أخوه الثاني الرمل والحجارة.
أما أخوه الثالث، العظام. الرابع وجد في صندوقه الذهب والفضة.
أخذوا يخالفون فيما بينهم. طمعوا في نصيب أصغرهم. تذكروا وصية أبيهم بالرجوع للحاكم المشار إليه.
قالوا: "لا بد أن نتحاكم إلى القاضي." وكان بعيدا عنهم. فأعدوا العدة للسفر إليه.
بدأت الرحلة. الإخوة خرجوا من قريتهم. قطعوا ربع المسافة.
إذا بثعبان صغير اعترض طريقهم. أهوى إليه أصغرهم ليضربه. ففتح الثعبان فاه حتى كاد يصد الطريق.
حاولوا الهرب. حتى نجوا وصلوا المسير. لما مضى الربع الثاني من الطريق وجدوا جملا في أرض جرداء قاحلة.
كان الجمل سمينا لا يظهر عليه جدب الأرض. وفقرها. ثم مشوا قليلا.
وجدوا جملا آخر هزيلا في روضة خضراء. استغربوا هذه الحالة بشدة. وواصلوا مسيرهم لما بقي من المسافة القليل.
وجدوا طائرا يطير حول سدرتين. كلما وقع على إحداها اخضرت. ويمست الأخرى.
إذا وقع على اليابسة اخضرت. ويبست الأخرى. أدهشهم هذا الأمر.
مضوا وهم في حيرة من أمرهم. حتى وصلوا إلى القرية التي فيها القاضي. سألوا عن منزله.
طرقوا الباب. فتح لهم شيخ كبير ضعيف البصر. سألوه عن القاضي هل هو موجود؟
قال: "نعم هو أخي الأكبر." وأشار إلى دار مجاورة.
ذهبوا إلى القاضي في دهشة من أن يكون شيخا هارما. إذا كان أخوه، فكيف يكون؟ استقبلتهم امرأة بتحية ورقي. سألوها عن القاضي، فقالت: نعم، ادخلوا إلى المجلس.
دخلوه وعند انتهاء القهوة، دخل عليهم. كان رجلا نشيطا قليل الشيب. قال: جئناكم لمسألة واحدة، لكن في طريقنا إليك صارت خمسة مسائل.
وجدنا أربع مسائل أدهشتنا وحيرتنا. قال: هاتوا المسائل الأربع التي اعترضتكم. ثم اعرضوا علي مسألتكم التي جئتم من أجلها.
قال كبيرهم: أما المسألة الأولى، عندما سرنا إليك وجدنا ثعبانا صغيرا. فتح فاهه فكاد أن يسد علينا الطريق.
لولا أننا تسللنا منه لما استطعنا الهرب منه. قال القاضي: هذا يا أبناء الشر أوله صغير يستطيع كل شخص مجانبته.
ثم قال: هاتوا يا أبناء الثانية. فقال المتكلم منهم: المسألة الثانية أن لما سرنا وجدنا جملين.
الأول منهما كان يرعى في روضة جرداء قاحلة. والثاني منهما يرعى في أرض خضراء غنية. فعجبنا من حالتيهما.
قال القاضي: أما الجمل الأول، وهو السمين، قانع بما أعطاه الله. ينتفع بما في يديه ويرتاح في دنياه.
أما الثاني، فهو كالرجل كثير المال. عنده خيرات كثيرة من المال والولد.
لا يشكر ربه على ما أعطاه ولا يقتنع بالنعمة التي بين يديه. فلا ينتفع بشيء أبدا. ثم قال هات الثالثة.
قال المتكلم منهم. ثم لما سرنا وجدنا طائرا عنده. صدرتان إذا وقع على إحداهما اخضرت والأخرى يبست.
وهكذا دواليك. فقال القاضي نعم يا أبدائي.
ذلك الرجل المتزوج زوجتان. إذا أتى واحدة غضبت الأخرى. فإذا جاءها رضيت وغضبت الأخرى.
وهكذا شأنه كله. ثم قال المتكلم منهما. والمسألة الرابعة حينما دخلنا القرية سألنا عن منزلكم.
فأرشدنا لمنزل أخيك الأصغر. فوجدنا شيخا هرما. ولما سألناه عنك قال إنه قريب ولكن داره هناك.
فلما جئنا إليك ازدادت دهشتنا. حين رأيناك ما شاء الله بصحة وعافية. متعك الله بهما.
فما سر صحتك مع أنك أكبر منه. وهو أضعف منك بكثير. قال القاضي أما ما وجدتموه من حال أخي الأصغر.
فإنه يرجع إلى أن عنده امرأة صليطة اللسان. مثية المنطق. فهي تسلخ منه كل يوم.
عصى الله أن يفرج عنه ما هو فيه. وأما أنا فإنني والحمد لله على ذلك. أعيش عيشة هنية أسأل الله أن يحفظها علي.
زوجتي صالحة أمينة. كما رأيتم جئتم. كنت نائماً.
فلم توقظني حتى جهزت القهوة. وكل ما تحتاجونه. ثم إيقظتني فجئت إليكم.
وأنا نشيط مرتاح. والحمد لله على ذلك. هذا سر سعادتي.
قال المتكلم منهم. والخامسة وهي مسألتنا. فنحن أبناء شيخ قبيلتنا.
وسموا له قبيلتهم. وقالوا لما توفي والدنا قسم حظوظنا من أمواله بيننا. ووضعها في صناديق لا تفتح إلا بعد موته.
بعد موت أبينا، وجدنا كل صندوق يحمل اسمًا من أسمائنا. في الأول، كان السيف، ختم الرئاسة، والراية. وفي الثاني، كانت الرمل والحجارة. وفي الثالث، العظام. وفي الرابع، الذهب والفضة.
اختلفنا حول ما وجدناه. لكن أبي أمرنا بالعودة إليكم. نريد أن تحكموا بيننا بما يرضي الله. نأمل أن يوفق الله تعالىكم للعدل.
قال القاضي: "أبي كان حكيماً. أعطى كل منكم ما يستحقه. من كان له السيف والختم والراية، فهو شيخ القبيلة. عليكم السمع والطاعة له."
من كان له الرمل والحجارة، له العقار والبيوت. ومن كان له العظام، له المواشي. ومن كان له الثمن والفضة، فهو أضعفكم.
نريد أن نجمع الكلمة. أسأل الله أن يحفظكم ويرعاكم. ثم انصرفوا راضين بما حكم به لهم.
ما فرض لهم أبوه. يسألون لأبيهم المغفرة والرحمة. هذه قصة جميلة عن كيفية رحلهم وعودتهم.




إرسال تعليق