استنفار أمني في الفنيدق بعد محاولة عبور مئات المهاجرين إلى سبتة المحتلة
تعيش مدينة الفنيدق، القريبة من الحدود مع مدينة سبتة المحتلة، حالة من الاستنفار الأمني غير المسبوق، بعد محاولة جماعية لمئات المهاجرين، معظمهم من القاصرين، للعبور إلى سبتة. هذه المحاولات تأتي في ظل تصاعد الضغوط الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها العديد من الشباب والمراهقين في المنطقة، مما يدفعهم إلى البحث عن وسائل للهجرة غير الشرعية إلى أوروبا عبر المدينتين المحتلتين، سبتة ومليلية.
وفقًا لمصادر مطلعة، فقد حاول المهاجرون الاستفادة من الفجوات الأمنية الموجودة على الحدود للعبور جماعيًا، إلا أن القوات العمومية المغربية كانت متأهبة وتمكنت من إحباط هذه المحاولات. وشملت عمليات الإحباط مجموعة من التدخلات السريعة للقوات الأمنية التي قامت بتفريق التجمعات ومنع التسلل عبر الحدود البرية.
وللتعامل مع هذا الوضع، قام يونس التازي، والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، بزيارة ميدانية إلى مدينة الفنيدق، حيث رافقه عدد من المسؤولين الأمنيين لمتابعة الوضع عن قرب وتنسيق الجهود الأمنية. وتأتي هذه الزيارة في إطار تعزيز الإجراءات الأمنية والاطلاع على التدابير المتخذة لمواجهة هذه المحاولات المستمرة للهجرة غير الشرعية.
وأضافت المصادر أن المهاجرين لم يكونوا فقط من المغاربة، بل شملت المحاولات مهاجرين من جنسيات أخرى، خاصة جزائريين، بالإضافة إلى مهاجرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء. هذه المحاولات تبرز الطبيعة الدولية لمشكلة الهجرة غير الشرعية في المنطقة، حيث تعتبر سبتة ومليلية نقطتين حاسمتين للهجرة غير النظامية نحو أوروبا.
وعلى الرغم من التدخلات الأمنية المكثفة، يبقى التحدي الأكبر هو معالجة الأسباب الجذرية التي تدفع هؤلاء الشباب إلى المخاطرة بحياتهم من أجل الوصول إلى "الحلم الأوروبي". فالتفاوت الاجتماعي والبطالة وضعف الفرص الاقتصادية هي من أبرز العوامل التي تزيد من ظاهرة الهجرة غير الشرعية في المغرب بشكل عام، وفي المناطق الحدودية بشكل خاص.
فيما تواصل السلطات المغربية تعزيز وجودها الأمني على طول الحدود مع سبتة المحتلة، يُتوقع أن تتزايد الضغوط على هذه المنطقة مع استمرار تدفق المهاجرين الباحثين عن فرصة أفضل في أوروبا، وهو ما يجعل الفنيدق وسواها من المناطق الحدودية نقاط توتر دائم بين القوات الأمنية والمهاجرين.



إرسال تعليق